في ذكرى وفاة الشيخ بدّاه ولد البصيري، رحمه الله،
عام 19777، كنت أمينا عاما لوزارة الشؤون الإسلامية المسندة بالوكالة آنذاك لمعالي الوزير عبد الله ولد بيّه حفظه الله..و كنت بحكم الوظيفة على صلة بالشيخ الامام بدّاه ولد البصيري رحمه الله...و أودّ هنا الإدلاء بشهادة للتاريخ، و هي أنّ الحكومة في ذلك التاريخ قد بذلت قصارى جهدها، ومارست كلّ ما تستطيع من ضغوط، و حاججت بكلّ ما تملك من أدلّة و براهين...
لإقناع الشيخ العلاّمة بدّاه بعدالة الحرب في الصحراء لتحصل منه على تنازل بهذا المعنى أو الاعلان عن موقف مؤيّد لتوجّهات الدّولة من أعلى منبره...و لكنّ الشيخ بدّاه رفض طلبات الحكومة و ضغوطها رفضا باتّا.
لم ينْثنِ و لم يلِن ولم يتراجع إلى أنْ انتهى حكم المختار، رحمه الله بواسع رحمته.
ليْس الغريب في الأمر أنْ يرفض الإمام بدّاه مغريات الدنيا و ضغوط السّلطان... لكنّ الغريب [بحسب معايير اليوم] هو أنّ رفضهُ الواضح و الصّارم لإرادة الدّولة و رغباتها، لم يُفسد للودّ قضيّة بينه وبين النظام و لم يُغيّر أيّ شيء في طيب علاقته بالدّولة و بإمامتة المستحقة بجدارة و كفاءة...
اللهم اغفر له وارحمهُ، واغفر لوالديّ وللرئيس الرّاحل اعلِ ولد محمد فال ولموْتى المسلمين جميعاً، إنك ولي ذلك والقادرُ عليه.