صحيح أنه إن أحسن الشيخ فلنفسه وإن أساء فعليها ولا تزر وازرة وزر أخرى، بيد أن منتخبنا في مداخلته الأخيرة جلس على الشجرة وعليه ان يتلمس طريقه.... وبرأيي فان أؤلائك الذين أحجموا عن التعليق على مداخلة النائب لم يكونوا مخطئين كما أن الذين ساقوه إلى طاولة الحكم إنما حز في نفوسهم حال مقعد يهتز تحت خاصرة الشيخ نادبا حظه وقد أصابوا ، فكلا الفريقين اجتهد وبين هذا وذاك فان من استدعى تاريخ مقطع لحجار فسيدرك أن كل أبناء مقطع لحجار من وزراء وسفراء ونواب وأساتذة ومعلمين كانوا طيور نورس، هاجرت لتنقل عبر المنابر والمحابر دروسا مما تعلموه في مدرسة مقاطعتنا العريقة...
فجدير بالنائب أن يحترم مشاعر وأحاسيس القواعد الشعبية التي دخل قبة البرلمان من بوابة كرمها،فقد لا يلام المنتخب ان طار عقله ونزل على آخر بطاولة جراء اختلاف على مشروع قانون فتلك ظاهرة صحية دأبنا على ملاحظتها في ديمقراطيات اعرق من مسلسلنا، غير أن نائبا يتزر برداء مقاطعة ويحمل بطاقتها أينما حل وارتحل عليه إذا ما تزحلق على الممنوع من الجليد في محفل ديمقراطي كالبرلمان، أن يعتذر للناخبين
ورغم أني لا أسير في فلك النائب وكنت لطيفا معه قدر الإمكان ولم أعبس بجبيني لمداخلته ولا تطايرت جذلا منها لكني انتقده بموضوعية وتجرد إذ لم أقل كما قال الشاعر:
وكم من سمي ليس مثل سميه
وان كان يدعى باسمه فيجيب
لكني أعتقد أنه في زمن التلهف للتقدير والشهرة قد لا يحترم البعض قانون اللعب فينجرف في متاهات ظنا منه أن تلك طريقة مثلى لخطف الأضواء ولكن هيهات
إن الجدارة تاج يضعه الله على رأس كل متميز صاغ لبن مشروعه على مقاس أهله ومقاطعته ووطنه ...حينها يمكن أن نطلق عليه *الابن البار*
لمرابط ولد محمد الأمين