
شكلت الانتخابات الرئاسية المنصرمة أصعب اختبار سياسي واجه الحلف المناصر للفريق محمد ولد مكت منذ تأسيسه في الانتخابات البلدية التي أجريت عام 2006 خلال المرحلة الانتقالية الأولى وفاز الحلف فيها بمنصب عمدة بلدية شكار رغم المجابهة الشرسة التي قابله بها تيار المستقلين.
وخلال أربع عشر عاما مرت فقد ظل الحلف بتماسكه مسيطرا على المشهد السياسي ببلدية شكار واستطاع مد جسور التواصل داخل المقاطعة لينسج تحالفا عريضا خاض به أكثر من استحقاق محلي وجهوي ووطني، ورغم متغيرات الساحة السياسية عند كل استحقاق فقد ظلت بلدية شكار الاستثناء بين نظيراتها متماسكة تحصد في كل استحقاق أكثر من ثلاثة أرباع تشكيلة المجلس البلدي دون عناء.
وقد شكلت حملة الانتساب الحزبية الأخيرة أول اختبار واجهه الحلف حينما ظهر تيار سياسي له حاضنة اجتماعية وازنة ومرموقة وجاهر بالمناهضة السياسية للحلف القائم غير أن الأخير اجتاز الاختبار بنجاح سلس وحقق نسبة نجاح فاقت أزيد من 97%.
أما الاختبار الأصعب فجاء ممثلا في إعلان الوزير الأول السابق سيدي محمد ولد بوبكر ترشحه في الانتخابات الرئاسية وهو ما مثل اختبارا عمليا كان لا بد للحلف من تجاوزه رغم ما يطرحه من تحديات.
وبالرغم من السيرة الذاتية المشرفة للوزير الأول والمرشح الرئاسي سيدي محمد ولد بوبكر والمكانة الاجتماعية والسياسية المرموقة التي يحظى بها داعموه داخل البلدية وما يحظى به من مصداقية ومكانة خاصة لدى الساكنة وسهولة استغلال الخطاب القبلي والجهوي للمفاضلة بين المرشحين فقد استغل الحلف المناصر للفريق محمد ولد مكت الفترة الزمنية المخصصة للحملة الدعائية لتنظيم حملة تميزت بالحيوية والنشاط وارتقت بالخطاب والأسلوب السياسي عبر النأي عن الشخصنة والابتعاد عن انتهاج سياسية الاستهداف ومحاولة النيل من مكانة المرشح أو تشويه مسيرته المهنية التي قاربت 37 عاما قضاها في مختلف المناصب السامية في الدولة، بينما ركزت الجهد وكرست الوقت للدعاية للرئيس المنتخب وتذكير الساكنة بحجم الإنجازات التي تحققت خلال العشرية الأخيرة جاعلة من الحملة فرصة لإبداء الرأي وصراع الفكر.
وقد سجلت الحملة رقما قياسيا في عدد الأنشطة والزيارات الميدانية للقرى والتجمعات الريفية والأحياء السكنية ووصل عدد السهرات إلى 13 سهرة سياسية تعتبر إحداها بحجم مهرجان مقاطعي حسب تقديرات إدارة الحملة كما مكن الارتقاء بالخطاب السياسي وتفادي إثارة المشاعر رغم حساسية الظرف وسخونة المواجهة من عدم تسجل حالة احتكاك طيلة أيام الحملة وأثناء سير الاقتراع وصولا إلى إعلان النتائج، لينتهي الموسم السياسي دون أن يترك شرخا في النسيج الاجتماعي.
وأظهرت نتائج التصويت في مختلف المكاتب تفوقا مريحا للمرشح محمد ولد الغزواني انسجاما مع توجيهات الفريق محمد ولد مكت وهو ما أمن للرئيس المنتخب نسبة نجاح وصلت 65.71% وبعدد أصوات وصل إلى 3249 تحسب جميعها للحلف دون شريك في الأغلبية ينازعه.