
شكلت التعيينات المعلن عنها اليوم الخميس في اجتماع الحكومة محطة فارغة في المرحلة المستمرة منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية وإحداث التحول الأهم في البلد منذ أزيد من عقد من الزمن.
ومع أن الإجراءات شملت إقصاء البعض وتكليف البعض الآخر بمهام أخرى فإن قلة من الشخصيات السامية تم تجديد الثقة لها في مناصبها السابقة.
ومن أبرز الرسائل التي حملتها التعيينات الجديدة:
1 حصر إجراء تجديد الثقة والتثبيت في المنصب بالنسبة لأطر لبراكنة على الأمين العام لوزارة الداخلية واللامركزية محمد ولد اسويدات الذي واجه استهدافا ممنهجا من طرف بعض الخصوم وسعوا لإزاحته عن المنصب ورأوا فيه تهديدا وجوديا لمصالحهم واستخدموا في سبيل ذلك دعايات ذات طابع شرائحي.
ورغم الرسالة الواضحة التي حملها الإجراء علاوة عن كونه تجديدا للثقة وتأكيدا لها فإنه يعكس حجم الارتياح لأداء الرجل الذي تم تقليده قبل أسابيع بوسام فارس في نظام الاستحقاق الوطني تكريما على الدور الريادي الذي لعبه في القطاع خلال العامين الأخيرين.
2 الرسالة الثانية كانت مواصلة الصعود اللافت لأسرة أهل الشيخ عبد الله التي يبدوا طريقها سالكا في العودة لصدارة الأحداث بعد حصار خانق فرضه عليها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في إطار تصفية حسابات له مع سلفه الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
وبدأ مسار عودة الأسرة لواجهة الأحداث من خلال الجهود السياسية التي مكنتها من الظفر بمنصب نائب في البرلمان عن دائرة ألاك قبل أزيد من سنة ثم الجهود التي بذلتها في حملة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وغابت عن حفل التنصيب تفاديا لحرج أي لقاء مع ولد عبد العزيز ثم سارع الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لإصدار بيان أكد فيه استبشاره خيرا بولد الغزواني انطلاقا مما لمسه فيه من أخلاق عالية وبالنظر إلى برنامجه المعلن وخطابه الذي ألقاه عقب لحظة التنصيب ودعا له بالتوفيق كما حضر لأول مرة منذ مغادرته السلطة عيد الاستقلال الوطني.
ووجه ولد الغزواني عدة رسائل إيجابية للأسرة خلال الفترة الأخيرة ففضلا عن الحفاوة التي قوبل بها رمز الأسرة الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ عبد الله قبل شهرين من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خلال زيارته للنيجر فقد تم اختيار الدكتور نذيرو ولد حامد وزيرا للصحة وتم تعيين الشيخ باي مديرا للمصادر البشرية بذات الوزارة فيما اختير محدن لعضوية المجلس الوطني للحزب ثم أمينا عاما لصندوق الإيداع والتنمية.
3 تخفيض الرتبة الوظيفية للواء محمد فال ولد امعييف من مدير لأمن البلاد الخارجي ومسؤولا عن أمنها القومي في المحيط وممسكا بملفات استخباراتية حساسة يتولى تسييرها مع مختلف بلدان العالم ذات التأثير في المنطقة بتنسيق مباشر مع رئيس الجمهورية إلى مجرد أمين عام على أعتاب التقاعد لوزارة يتولى المنصب الأول فيها ضابط آخر أرفع منه رتبة وأوثق صلة بالرئيس وأكثر تأثيرا في الجيش وقوى الأمن الوطنية.
4 إعفاء الأمين العام لوزارة التشغيل والشباب والرياضة محمد ولد عبدي من منصبه دون استدعائه لأي دور وظيفي آخر بعد سنوات من الاحتفاظ بمنصبه رغم اقتصار الدور السياسي له على إحدى قرى بلدية ألاك إلى جانب شقيقه الوزير الأسبق الداه ولد عبدي الذي يشغل عضوية لجنة سلطة التنظيم وهو منصب أرفع من مستشار في القطاعات الحكومية.