شكلت الأسابيع الأخيرة فرصة لإحداث منعطف جديد وتحول سياسي لم تتوقعه أغلب النخب بمقاطعة ألاك وأضفى على الساحة السياسية رونقا أعاد للمشهد جزءا مهما من سيرته الأولى قبل عشر سنوات.
فمع إصدار البيان الرئاسي الداعي لتوقيف حراك النواب وإعلان القائد الأسبق للجيوش ترشحه لنيل الثقة في الانتخابات الرئاسية كانت تحولات عميقة تجري في المشهد السياسي الذي شهد لتوه طي مرحلة من التحالف الظرفي وفتح صفحة من التجاذب في مقاطعة تراجع حضورها بشكل لافت أمام تبادل الأدوار بين جارتيها الجنوبية والشمالية على مراكز القوة والنفوذ منذ سنوات رغم مالها من رمزية ضاربة في الجذور منذ أن نالت شرف أول رفع لعلم الجمهورية وهي تحتضن مؤتمر التأسيس في الثاني من مايو عام 1958.
عاد الشيخ إلى ساحة خبرها طويلا ودان له معظمها بالولاء ردحا من الزمن، لتعود معه آمال كثيرين ممن ظلوا على العهد له منذ الغياب الذي أملته ظروف استثنائية وشبه قاهرة، ولم تمض أسابيع على العودة حتى دانت له قواعده في طيبة والنسيم والجديدة وامعيفيسه وحي الحرية بالولاء السياسي من جديد.
عودة الشيخ الفعلية كان قد مهد لها بأداء سياسي نوعي في حملة الانتساب أثلج صدر الحليف وفرض معطيات جديدة وتبدلت بفعله قواعد اللعبة في أكثر من مكان لتخرج جماعته بنصر سياسي تمت ترجمة الاعتراف به عبر منحها مقعدا في البرلمان واستماتت في الكفاح من أجل أن تظفر به وهو ما تم لها رغم اعتماد قانون النسبية لأول مرة في دائرة المقاطعة.
ومع دخول الفترة الزمنية المخصصة للحملة الدعائية الممهدة للانتخابات الرئاسية مرحلة العد التنازلي اختارت الجماعة الزمان والمكان لتنظم أول نشاط علني مشترك تمثل في مبادرة سياسية للنائب لالة بنت امبارك وباسم جماعة الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ عبد الله حيث جلسا معا وتعاقبا معا على منصة الخطابة وترافق صعود الشيخ إلى المنصة مع إطلاق ألعاب نارية في مشهد أكد أن شمس الشيخ لا يمكن أن تغيب وبهذه البساطة.