الرائد محمد الأمين ولد الواعر و الحقوق المسلوبة رجال ضحوا بالغالي والنفيس خدمة لوطنهم و مواطنيه ، في حر الشمس ولهيب المعارك والمخاطر تاركين عوائلهم وأحبائهم في سبيل التجنيد خدمة لهذه الارض وقدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ، منهم من قضى في سبيله شهيدا كي تصان الارض و يرفرف العلم .
و من الحاضرون يكتبون يوميات الالم و التنكر للجميل كالرائد محمد الامين ولد الواعر .
إلتحق بالجيش الموريتاني بداية 1984 , عاش الرجل رعيان شبابه جنديا جسورا مقداما يتنقل بين الكتائب ، خدمة للوطن من فم لكليت الى النعمة ثم باسكنو و انواذيب شمالا ، لم تبقى منطقة حدودية الى وبها حط الرحال تاركا للذة العيش ، وهناء المبيت بين زوجه واهله كل ذالك سبيلا الى ان يرفرف العمل شامخا يردد تراتيل الصباح
عاش الرائد المثقف عيش الجنود الابطال لا حلم لديه سوى سكينة بلده و أمنه ، كان يرى ضحكة الصغار وهم يحيونه تحية الجنود حبا منهم بالجندية و الخدمة العسكرية ، يسامر بائع النعناع حين يخطوا من حوله ليقول فلتعش البدلة العسكرية وليعش صاحبها ظننا منه ان العسكري في احسن الاحوال ، مترف لاشيئ ينقص حياته ، لا يعرف بائع النعناع هذا أن تلك الضحكة التي يشاهدها على وجه الرائد خلفها كل الألم و المتاعب ،خلفها جندي يتألم كي يعيش ، خلفها كتيبة تحيط بها الاوضاع المزرية ،خلفها جنود رواتبهم زهيدة ، و رجال أحوالهم المعيشية تعيسة ، خلفها رجال لا ينامون و لا يبرد ظلهم ، أكفهم قابضة على السلاح في الجبهات والناس نيام ، بينما أكلة المال العام ، ينامون بسلام في رغد العيش
هي أسباب سارعت بالانقلاب على السلطة محاولة تلوى أخرى محاولة 2000 ثم 2003 إحساسا بالمسؤولية إتجاه الوطن فالوضع السياسي و الإقتصادي في البلد غير مطمأن هكذا قال الجنود والضباط ، لتنفجر القذائف و المدافع صيف 2003 وتتعالى اصوات البنادق في كل مكان إنهم فرسان التغيير .
كم هو صعب أن يكون ابناء الوطن بعضهم ضد بعض لكنها نتائج حتمية فرضها الواقع المزري الذي كانوا يعيشون . ضعف الرواتب و سوء تسير المؤسسة العسكرية و احادية الطرح السياسي من بين الاسباب الكبرى التي جعلتهم ينتفضون ، منقلبون على نظام ولد الطايع وقتها لكن فشل العملية جعلتهم في مواجهة واقع أصعب وأمر فشلت العملية فأصبح منهم السجناء و منهم المنفين ، المطاردين خارج الديار .
سجن الرائد ولد الواعر كأحد اذرع الانقلاب ، عانى الأمرين في سجون ولد الطايع كباقي رفقائه ، لكن الاقدار كتبت نهاية النظام بعد سنتين . ليفرج عن قادة المحاولة الإنقلابية ، المستفيدين من العفو الشامل عن السجان ، لقد تم تسريحهم من الجيش دون حقوق ، فاختاروا دخول المعترك السياسي ، لتبدأ كتابة فصل جديد من حياة الرجل عنوانه النضال السياسي من خلال ، حزب التكتل قوى الديمقراطية ، ليتحول من رائد عسكري في ميادين المعارك و الملاحم ، الى مناضل سياسي محنك . تغيرت الأحوال و المواقف تبدلت لكن الرجل ظل ينافح عن مؤسسته الحزبية التكتل ، صامدا في وجه إغراءات الحزب الحاكم
لم يتزحزح إيمانه بان التغيير السياسي هو الحل وأن السياسة مواقف و ثبات فكل لم تهتم المؤسسة العسكرية وتنكر له رفاق السلاح ، لم يستفد من حق التقاعد و المعاش و الحقوق التي يكفلها العرف و القوانين للمتقاعدين او المحاربين القدام ، كان بلإمكان ان يتم تعينه أو توظيفه في احدى القطاعات شأنه شأن كل الرفاق ، في دولته وأحضان وطنه الرحيم ، فقد تم تكريم زعيم ايرا برام الداه اعبيدي وتم تعويض رواتبه التي حرم منها طيلة حكم الرئيس الأسبق ولد عبد العزيز ، كما تم قبل أيام عطاء الأوامر بصرف رواتب بعض المتهمين في ملف فساد العشرية كالوزيرين السابقين ولد حدمين و ولد البشير فكيف لا يتم اعطاء هذا الرجل كافة حقوقه المسلوبة ويرد له الإعتبار كباقي رجالات البلد ، اللذين خدموا ، حتى يستطيع ، ان يروي قصصا وبطولات عن مساره الحافل بالعطاء فلن تكتب القصص والأمجاد لن تروى ولا حكايات الوطن مالم يتم تقديس المواطن و الإعتناء به ، و إعطاء كل ذي حق حقه . سعد ابيه / سيد الهادي