وجهتك الأفضل لمعرفة جديد الولاية

اضغط هنا للانضمام إلينا عبر الواتساب 

 

تفاصيل خاصة عن اليوم الأخير لولد العزيز في القصر

نقابة الصحفيين الموريتانيين تنظم مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني

 

تغييرات متوقعة بحزب الإنصاف الحاكم

إقالة مسؤولين سامين بسبب تهم تتعلق بالفساد

 

قافلة طبية لجراحة العيون تصل مدينة ألاك بعد أيام

جهة لبراكنة تقدم كميات معتبرة من الزي المدرسي لإدارة التعليم

 

تخفيض الرتبة الوظيفية للجنيرال ولد امعييف

 

 

والي لبراكنة يعزي باسم رئيس الجمهورية أسرة أهل الشيخ القاضي

قصة العلامة عددود رحمه الله مع الراعي وحليب النوق 

ألاك: افتتاح بطولة رياضية منظمة من طرف المندوب الجهوي لوزارة الثقافة

 

ردود ولد أوداع في المحكمة: تماسك في الأجوبة واستحضار للتفاصيل

 

كيف أصبح ولد اسويدات: نقطة تلاق بين المرجعيات والشرائح والفئات (المسار السياسي)

موريتانيا لا تقاد برأسين ولا تتحدث بلسانين

مال: انضمام جماعة سياسة وازنة لكتلة الوحدة

رئيس منسقية أهل الدشرة في مقابلة خاصة مع موقع لبراكنة إنفو

تظاهرة بمدينة ألاك لتوقيع "إعلان جول"

لمتابعة موقع أغشوركيت تفضل بالضغط هنــــا

لمتابعة مدونة ألاك كوم تفضل بالضغط هنــــــا

من أرشيف لجنة إصلاح الحزب

https://www.facebook.com/bellaa199

من هي الشخصية اﻷوفر حظا في دخول الحكومة الجديدة؟

حنفي ولد دهاه يكتب عن ذكرياته مع السجن تعليقا على أحداث سجن ألاك

سبتمبر 9, 2021 - 11:14ص

تألمت كثيراً لأحداث سجن ألاگ، فقد خبَرت السجن، و خالطت السجناء، وعانيت مثلهم ظروف الاعتقال و تقييد الحريات، و ربيت الأمل كما يربّونه.

 

السجناء بشرٌ ألقت بهم الظروف في قعر مُظلمة، صودرت فيها حريتهم وأُهدرت كرامتهم، و عوقبوا على جرائم اقترفها بعضهم، تحت سطوة الظروف و قهرها،  غير أن علاقة الجاني و الضحية، و السجين و السجان، ظلّت دليلاً قائماً على صدق توماس هوبز في قوله إن “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان”.

 

تتفاوت سجون العالم في وحشتها و أُنسها.. بؤسها و رخائها.. فمن زنازين ألاگ الصمّاء إلى سجن Ny Anstalt في الدنمارك و سجني باستوي وهالدن في النرويج، و سولينتونا في السويد، حيث لا يتوقف الرفاه الذي يتوفر للسجين عند ممارسة pronzag.

 

غير أن القاسم المشترك في الحرمان من الحرية يضع حداً لغبطة سجناء ألاگ البائسين للسجناء الاسكندنافيين، فكما يقول العصفور المتقلب في عليائه:

و لست أرضى قفصاً     و إن يكن من ذهبِ

 

عشت تسعة أشهر في سجن دار النعيم، شهدت فيها على تعذيب السجناء، وعلى اختلاط مرضاهم المصابين بالإيدز بأصحائهم، و رأيت فيها الزنازين المكتظة كعلب السردين، حيث يزجّ قسراً بثلاثين شخصاً في غرفة لا تستوعب خمسة أشخاص.. رأيت مجانين مساجين يتجولون عراةً بين العقلاء، و يتغوّطون أمامهم على بلاط السراميك.. 

 

في هذا السجن رأيت ما يرق له قلب الحجر .. فلا غذاء و لا دواء، و لا غطاء و لا وطاء.. فغاية الرفاه أن يفطر المرء على حبات فستق و قطعة خبر ناسّة، و يتغدى بأرز أبيض كلون الجليد، حافٍ لا إدام عليه كأنه حمية نباتيين، أما العشاء “فمطلق ماءٍ تحته عصيد”.. 

 

فحدّث و لا حرج عن الجوع و سوء التغذية في سجون بلادي.

 

أتذكر أن سجينا قتل آخر، خلال مشاجرة على “انعايل الريّه”.. و أتذكر يوم نحر أحدهم العجوز المالي لأنه طلب منه أن لايطأ برجليه المتسخين البلاط أثناء تنظيفه له…

 

كان الملازم النحيل، كعيدان تنقية الأسنان، يتلذذ بتعذيب السجناء، و كأنه يروي في نفسه ظمأً سادياً لإذلال ذوي البنية الضخمة، الذين لولا قهر السلطة و جبروتها لطار شعاعاً من نفخة أقمإهم، كأنه ريشة في وجه إعصار..

 لم يكن يغمض لنا جفنٌ بسبب حفلات التعذيب التي كان يقيمها الملازم في Champ de tir.

 

ملازم آخر كانت الغيرة السوداء تأكل قلبه، حين يقال إن السجناء يخافون من زميله أكثر.. فكان يعذّب السجين، و هو يقول له: أنا أشد بأساً أم فلان..

 

 مرة جمع قائد حرس السجن “صلبان” السجناء المسيحيين و أناجيلهم وكتبهم الدينية، ناوياً حرمانهم من ممارسة عباداتهم، و حين تحدثت إليه: قال لي: إنها دولة إسلامية، و الشريعة تمنع ديناً غير الإسلام.. و بعد نقاش طويل بيني و بينه تراجع الداعشي المختبيء في فكره عن قراره التعسفي..

 

عهدي بالسجناء في دار النعيم محرومون من الرياضة، و التشمس، و من مكتبة يطالعون فيها الكتب.. أما المخدرات و حبوب الهلوسة فأكثر توفراً من الهموم على قلوبهم.

 

دعك من فضائح مسيري السجون فأشكال و ضروب: أكل أموال السجناء وودائعهم، و ابتزاز أمهات السجناء و أخواتهم، و استغلالهن جنسياً، بعد وعدهن بتسهيل ظروف السجين و تخفيف عقوبته و العمل على إطلاق سراحه.

 

أما المستوصف الذي كان يقوم عليه، خلال تلك الفترة، طبيب يدعى “فيصلاً”، يزوره غِباً، و لا يمكث فيه إلا حسوَ الطيرِ الثمادَ، فكان يتولى التمريض فيه كونغولي سجن لخطأ طبي أودى بحياة مريض.

إنها شذرة من قلادة السجون الأسطورية، لا تخطر فظاعتها على قلب..

 

فقد رأيت ما تنفطر له الأكباد من معاناة السجناء، و الدوس على كرامتهم، و هو ما ينبغي للدولة الموريتانية أن تعمل على تغييره، فتتقي في هؤلاء يوماً تقتصّ فيه الجماء من القرناء…

الإعلامي حنفي ولد دهاه